ام هادي لافي السلام
عليكم ياشيخنا .........سؤالي هو
عن ابي هريرة
رضي الله عنه-قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا عدوى ولا صفر ولا
هامة ،خلق الله كل نفس فكتب ،حياتها وموتها ومصيباتها ورزقها)
ما معنى هذا
الحديث وجزاك الله خيراالشيخ جميل لافي وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
خير ما يُفسر السنة ، السنة ، وشرح علماء الأمة :
قال (صلى الله عليه وسلم) : {{ لا يعدي شيء شيئا ، لا يعدي شيء شيئا "
ثلاثا " فقام أعرابي فقال : يا رسول الله إن النقبة تكون بمشفر البعير أو
بعجبه فتشمل الإبل جربا ؟ قال : فسكت ساعة فقال : ما أعدى الأول ؟ لا عدوى و
لا صفر و لا هامة ، خلق الله كل نفس فكتب حياتها و موتها و مصيباتها و
رزقها }}
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة
الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1152 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط
مسلم .
الكتاب سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثالث المؤلف محمد ناصر الدين الألباني
@ قال (صلى الله عليه وسلم) : {{ لا عدوى ، . فقام أعرابي فقال : أرأيت
الإبل ، تكون في الرمال أمثال الظباء ، فيأتيها البعير الأجرب فتجرب ؟ قال
النبي صلى الله عليه وسلم : ( فمن أعدى الأول ) }} .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5775 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] .
@ قال (صلى الله عليه وسلم) : {{ لا عدوى ولا صفر ولا هامة . فقال أعرابي :
يا رسول الله . فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيجيء البعير
الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلها ؟ قال : فمن أعدى الأول ؟ . وفي رواية : إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة
فقال أعرابي : يا رسول الله }} .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2220 خلاصة حكم المحدث: صحيح .
------------------------------------------------------------------------------
@ فـ "العدوى" انتقال المرض من المريض إلى الصحيح ، وكما يكون في الأمراض
الحسية يكون في الأمراض المعنوية الخلقية ، ولهذا أخبر النبي ، عليه الصلاة
والسلام ، أن جليس السوء كنافخ الكير ؛ إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد
منه رائحة كريهة فقوله ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "عدوى" يشمل
العدوى الحسية والمعنوية.
@ (( والطيرة )) هي التشاؤم بمرئي ، أو مسموع ، أو معلوم .
(( والهامة )) فسرت بتفسيرين : الأول : داء يصيب المريض وينتقل إلى غيره .
الثاني : طير معروف تزعم العرب أنه إذا قتل القتيل ، فإن هذه الهامة تأتي إلى أهله وتنعق على رؤوسهم حتى يأخذوا بثأره .
@ (( وصفر )) : أنه شهر صفر المعروف ، والعرب كانوا يتشاءمون به ومنه .
@ أن العَدوى إذا انتقَلتْ كان ذلك بِقَدَرِ الله وبأمره ، لا بتأثير المرض ذاتِه .
ونشاهد في بيتٍ ما ، أحياناً يُصاب أحد أفراد بالزكام فيُصاب كل من في
البيت ، وأحياناً يُصاب الرَّجُل في بيته ولا تنتقل العدوى لأقرب الناس
إليه !!
فمن الذي جعلها تنتقل في مرّة ولا تنتقل في مرّات ؟؟
إنه الله الذي قَدّر الأقْدَار ، وليس المرض الذي انتقل أو انتشر .
@ قال ابن عبد البر : أما قوله : " لا عدوى " فمعناه أنه لا يُعْدِي شيء
شيئا ، ولا يُعْدِي سقيم صحيحا ، والله يفعل ما يشاء ، لا شيء إلا ما شاء
الله تعالى
@ قال ابن الأثير : كانوا يظنون أن المرض بنفسه يَتَعَدّى ،
فأعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه ليس الأمر كذلك ، وإنما الله هو
الذي يمرض ويُنَزل الداء .
@ وهذا لا يُنافي ما جاء به الإسلام بِعزْل المريض الذي يكون مرضه خطيراً مُعدِياً .
فقال عليه الصلاة والسلام : {{ لا يُورِد مُمْرِضٌ على مُصِحّ }} . رواه البخاري ومسلم .
@ قال العلماء : الممرِض : صاحب الإبل المراض ، والمصِحّ : صاحب الإبل
الصحاح ، فمعنى الحديث لا يورد صاحب الإبل المراض إبله على إبل صاحب الإبل
الصحاح ، لأنه ربما أصابها المرض بِفِعْلِ الله تعال وقَدَرِه الذي أجرى به
العادة لا بِطَبْعِها فيحصل لصاحبها ضرر بمرضها ، وربما حصل له ضرر أعظم
من ذلك باعتقاد العدوى بِطَبْعِها فيكفر . أفاده النووي .
@ وقال عليه
الصلاة والسلام في شأن الطاعون : {{ إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ،
وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تَخْرُجوا فِرارا منه }} . رواه البخاري ومسلم
.
@ وقوله (صلى الله عليه وسلم) : {{ فر من المجذوم فرارك من الأسد }} .
الراوي: - المحدث: ابن عثيمين - المصدر: شرح النزهة لابن عثيمين - الصفحة أو الرقم: 145 خلاصة حكم المحدث: صحيح .
@ وأما أمره بالفرار من المجذوم ، ونهيه عن إيراد الممرِض على المصحّ ،
وعن الدخول إلى موضع الطاعون ؛ فإنه من باب اجتناب الأسباب التي خلقها الله
تعالى ، وجعلها أسبابا للهلاك والأذى ، والعبد مأمور باتِّقاء أسباب الشر
إذا كان في عافية ، فكما أنه يؤمر أن لا يُلْقِي نفسه في الماء أو في النار
أو تحت الهدم أو نحو ذلك كما جرت العادة بأنه يُهْلِك ويُؤذي ، فكذلك
اجتناب مقاربة المريض كالمجذوم وقدوم بلد الطاعون فإن هذه كلها أسباب للمرض
والتلف ، والله تعالى هو خالق الأسباب ومسبباتها لا خالق غيره ، ولا مقدر
غيره .
والله تعالى أعلى وأجل وأعلم .