Islam Lion كيف نوفق بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (الساكت عن الحق شيطان أخرس).
وبين قوله عليه الصلاة والسلام: (من ستر على أخيه المسلم ستر الله عليه في الآخرة). ؟؟
جزاكم المولى خير الجزاء ونفع بكم الأمة الاسلاميةالشيخ جميل لافي أولاً :
@ (الساكت عن الحق شيطان أخرس) : ليس بحديث ، ولكن معناه صحيح بإنكار المنكر والأمر بالمعروف .
@ وهذه قالها بعض السلف ، ليس حديثاً عن النبي - صلى الله عليه وسلم –،
إنما قاله بعض العلماء ، قالوا : "الساكت عن الحق شيطان أخرس ، والناطق بالباطل
شيطان ناطق" فالذي يقول الباطل ويدعو إلى الباطل هذا من الشياطين
الناطقين، والذي يسكت عن الحق مع القدرة ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن
منكر ولا يغير ما يجب تغييره ويسكت وهو يستطيع أن يتكلم هذا يقال له شيطان
أخرس من شياطين الإنس يعني؛ لأن الواجب على المؤمن إنكار الباطل والدعوة
إلى المعروف وإذا استطاع هذا وجب عليه كما قال الله جل وعلا : وَلْتَكُنْ
مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (آل
عمران:104) وقال سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ
أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ
الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم – : (إن
الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه) وقال عليه
الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه
فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) خرجه الإمام مسلم في صحيحه، فهذا
يبين لنا وجوب إنكار المنكر على حسب الطاقة باليد ثم اللسان ثم القلب،
فالذي يسكت عن إنكار المنكر وهو قادر ليس له مانع هذا هو الشيطان الأخرس.
ثانياً :
@ قال (صلى الله عليه وسلم) : {{ من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس
الله عنه كربة من كرب الآخرة ، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا
والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه }}
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1425 خلاصة حكم المحدث: صحيح .
@ أما ما جاء في الحديث الصحيح الثاني :
أي إذا رأى الإنسان من أخيه في الله عورة يعني معصية فلا يفضحه ولا ينشرها
بين الناس، بل يسترها عليه وينصحه ويوجهه إلى الخير ويدعوه إلى التوبة إلى
الله من ذلك ولا يفضحه بين الناس، ومن فعل هذا وستر على أخيه ستره الله في
الدنيا والآخرة، لأن الجزاء من جنس العمل، أما الذين يظهرون المعاصي ولا
يستحون يظهرونها بين الناس فهؤلاء فضحوا أنفسهم، فليسوا محلاً للستر كالذي
يشرب الخمر بين الناس في الأسواق والاجتماعات هذا قد فضح نفسه، نسأل الله
العافية، وهكذا من يعمل المعاصي الأخرى جهرة ولا يبالي فهذا يرفع بأمره إلى
ولاة الأمور إذا كانوا يردعون مثله ويقيمون عليه الحد يرفع بأمره، وليس
محل الستر من أظهر فاحشته وأعلنها، نسأل الله العافية .
@ ففي الأولى
يكون السكوت عن حق يتعلق بالناس أو بفرد أو بمظلمة لا يجوز ، والثاني يتعلق
بظلم عبد لنفسه بمعصية وذنب ، فإذا سترته أعنته على التوبة ، وإذا فضحته
نفرته من التوبة والعودة ، وخاصةً إذا عرف أنك عرفت عنه هذا الذنب أو هذه
المعصية ، فلا تكن عوناً للشيطان على أخيك المسلم
هذا والله تعالى أعلى وأعلم .