محمود عودة Admin
الجنس : عدد المساهمات : 130 نقاط : 13465 تاريخ الميلاد : 08/12/1993 تاريخ التسجيل : 28/04/2012 العمر : 30 الموقع : قنا
| موضوع: يا فرحتنا ... اقترب رمضان الثلاثاء مايو 29, 2012 5:01 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله كثيرًا كما أنعم علينا كثيرًا.
الحمد لله الذي شرفنا وكرمنا على سائر خلقه وأنعم علينا نعمًا لا تُعد ولا تُحصى.
الحمد لربنا الذي لا تزال هداياه ومنحه تتوالى علينا بتوالي الليل والنهار، والصلاة والسلام على الهادي البشير ... المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: فها هي الأيام تمضي، وها هو رمضان يقترب قدومه ويقترب، حاملاً معه- كما عودنا- بشريات كثيرة، وهدايا متنوعة ما بين مغفرة للذنوب، وعتق من النار، ورفع للدرجات ومضاعفة للحسنات.
رمضان أتى ليؤكد لنا حب الله عز وجل لعباده على الرغم من إعراضهم عنه، ومخالفتهم لأوامره، وانتهاكهم لحرماته، فهو سبحانه يريد الخير للجميع، ويتيح لهم الفرصة تلو الفرصة، ويهيئ لهم الجو المناسب لاتخاذ قرار العودة إليه والصلح معه ... وها هو رمضان قد أتى ليحمل لنا هذه الرسالة {أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآَمِنِينَ}. فيا لفرحتنا، ويا لسعادتنا ببلوغنا رمضان.
حدد هدفك
أخي في الله:
رمضان على الأبواب ... رمضان هدية من رب العباد تحمل في طياتها كل ما يعيدنا إليه ويقربنا منه ... فماذا عسانا أن نفعل معه؟!
إنها فرصة لا تتكرر إلا مرة كل عام، وما يدرينا أين سنكون في العام القادم!!
فهيا بنا نُحسن الاستفادة من هذه المنحة ...
هيا بنا نغتنم الفرصة، ونتعرض للنفحة، ونتسابق في الخيرات.
ولكن قبل أن نبدأ السباق لابد أن نحدد هدفنا الرئيس الذي نريد أن نبلغه في هذا الشهر حتى نضع الوسائل المناسبة لتحقيقه ...
قبل أن نبدأ
أخي .. قبل أن تحدد هدفك تذكر هذه الأمور:
* أننا نريد أن نستمر على الاستقامة والهمة العالية لفعل الصالحات بعد رمضان ..
* الاستمرار على الاستقامة بعد رمضان يستلزم زيادة حقيقية للإيمان في القلب ..
* أن الرجلين يكون مقامهما في صف الصلاة واحدًا، وبين صلاتهما ما بين السماء والأرض، وليس ذلك لاختلاف حركات البدن، ولكن لاختلاف ما في قلبيهما من إيمان وخشوع.
* أن الله عز وجل يحب منا أن يحضر القلب أثناء الطاعة {لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ} [الحج:37].
* أن حضور القلب مع الطاعة أكثر ثوابًا بمشيئة الله من عدم حضوره.
* لو أن ملكًا من الملوك أهدى إليه أحد رعيته جواهر كثيرة مقلدة ورديئة، بينما أهدى إليه آخر جوهرة واحدة حقيقية .. فأيهما سينال حب الملك .. وأيهما سيقرب منه ويجزل له العطاء؟
لعلكم تتقون
فإن كان الأمر كذلك فماذا ينبغي أن يكون هدفنا عند زيارة رمضان لنا؟ ألا توافقني- أخي الكريم- أن الهدف الأسمى هو إحياء القلب وملؤه بالإيمان، لتدب الروح في الأعمال وتستمر الاستقامة بعد ذهاب شهر رمضان؟
ألم يحدد لنا القرآن هذا الهدف في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]. وهل التقوى إلا صورة ومظهر عظيم لحياة القلب وتمكن الإيمان منه؟!
فلنرفع علم التقوى ولنضعه نصب أعيننا ولنشمر للوصول إليه خلال هذا الشهر الكريم.
مظاهر النجاح
ومظاهر نجاح الواحد منا في الوصول إلى هذا الهدف هو تغيير سلوكه، فعندما يحيا القلب ويزداد منسوب الإيمان فيه فإن هذا من شأنه أن يدفع صاحبه للسلوك الصحيح والعمل الصالح في كل الاتجاهات والأوقات بتلقائية ودون تكلف ... ألم يقل سبحانه: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].
وعندما سأل الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن علامات ومظاهر دخول النور القلب وإحيائه له قال: «التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله» أخرجه الحاكم والبيهقي.
ومن مظاهر التجافي عن دار الغرور: قلة الاهتمام بالدنيا، وعدم التلهف على تحصيلها، وعدم الحزن على فواتها، وترك التنافس من أجلها، وعدم حسد الآخرين عليها.
أما الإنابة إلى دار الخلود فتُظهرها المسارعة إلى فعل الخيرات، وشدة الورع، وتقديم مصلحة الدين على جميع المصالح الدنيوية عند تعارضهما.
ومن مظاهر الاستعداد للموت قبل نزوله: التحلل من المظالم، ورد الحقوق، ودوام الاستغفار والتوبة وكتابة الوصية، و ...
الوسائل
ووسائلنا لتحقيق هدفنا العظيم هي الوسائل المعروفة لدينا، والتي مارسناها من قبل ولكننا سنتعامل معها بطريقة تهتم بكيفية تفعيلها وتحريك القلب معها.
أعظم وسيلة:
وأعظم وسيلة تقوم بإحياء القلب وزيادة الإيمان فيه هي القرآن: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال:3].
والأمر اللافت للانتباه أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين رمضان والقرآن، فرمضان هو الشهر الذي فضله الله عز وجل واختصه بنزول أعظم المعجزات فيه {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185]
إن القرآن له تأثير عظيم على القلوب {اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ} [الزمر:23].
معنى ذلك أننا لا نستطيع أن نصل إلى هدفنا بدون القرآن، وأعظم وأهم وقت يستفاد فيه من القرآن هو رمضان، بل قل إن رمضان هو موسم القرآن الخاص؛ لذلك سيكون معنا القرآن- بمشيئة الله- كل يوم .. في تلاوتنا في الصلاة، وفي تلاوتنا خارج الصلاة .. وفي مدارستنا لبعض سوره وآياته، وفي استماعنا في صلاة التراويح والتهجد، ولكن لن يكون همنا كم ختمة سنختمها، بل سيكون همنا كم مرة تأثر القلب واقشعر الجلد وبكت العين ... ، وستلاحظ أخي الحبيب أننا في الصفحات القادمة ومع كل يوم جديد في رمضان سنطرح بإذن الله وسيلة جديدة للاستفادة من القرآن وذلك في أغلب أيام الشهر.
العمل الصالح:
ومع القرآن تأتي الأعمال الصالحة التي تزيد الإيمان وترفعه {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} [فاطر:10].
والأعمال الصالحة المتاحة أمامنا في رمضان وغيره كثيرة فهناك الدعاء والذكر والعمرة والاعتكاف وصلة الرحم والإحسان إلى الجار والدعوة إلى الله وقضاء حوائج الناس و ...
وكلما استفاد المرء من إيمانه الذي أنشأه القرآن في قلبه وذلك حين يُتبعه بالعمل الصالح فإن هذا شأنه أن يعود بأثر عظيم على القلب؛ فتزداد حياته ومستوى الإيمان فيه، فالعمل الصالح بمثابة الماء للبذر والزيت للسراج {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ} [فاطر:29].
وسنقترح عليك أخي الكريم أن تقوم معنا بأداء عمل صالح في كل يوم بالإضافة إلى برنامجك الخاص من باب التعاون على البر والتقوى، وستلاحظ أن هناك عملاً جديدًا كل يوم، عليك أن تجتهد في الإتيان به حتى لا يسبقك أحد إلى الله {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين:26]
| |
|
سوسو احمد عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 12 نقاط : 12969 تاريخ التسجيل : 16/07/2012 الموقع : المملكة الاردنية الهاشمية
| موضوع: رد: يا فرحتنا ... اقترب رمضان الثلاثاء يوليو 17, 2012 3:05 pm | |
| اللهم اجعلنا ممن اقام رمضان واعنا على طاعتك وذكرك يا ارحم الراحمين اللهم امين مشكور اخي محمود على الطرح الجميل وكل عام وانت والمجتمع الاسلامي بالف خير | |
|
محمود عودة Admin
الجنس : عدد المساهمات : 130 نقاط : 13465 تاريخ الميلاد : 08/12/1993 تاريخ التسجيل : 28/04/2012 العمر : 30 الموقع : قنا
| موضوع: رد: يا فرحتنا ... اقترب رمضان الثلاثاء يوليو 17, 2012 6:48 pm | |
| اللهم آمين يارب العالمين الشكر لله وانتِ بألف خير وصحة وعافية والأمةالإسلامية ونسأله ان يبلغنا رمضان ويجعلنا من عتقائه انه ولي ذالك والقادر عليه | |
|
سوسو احمد عضو جديد
الجنس : عدد المساهمات : 12 نقاط : 12969 تاريخ التسجيل : 16/07/2012 الموقع : المملكة الاردنية الهاشمية
| موضوع: رد: يا فرحتنا ... اقترب رمضان الثلاثاء يوليو 17, 2012 7:12 pm | |
| - محمود عودة كتب:
- اللهم آمين يارب العالمين
الشكر لله وانتِ بألف خير وصحة وعافية والأمةالإسلامية ونسأله ان يبلغنا رمضان ويجعلنا من عتقائه انه ولي ذالك والقادر عليه اللهم امين يارب | |
|